"الأغذية العالمي": 205 آلاف شخص تضرروا من الفيضانات في موزمبيق
"الأغذية العالمي": 205 آلاف شخص تضرروا من الفيضانات في موزمبيق
يعيش نحو 205 آلاف شخص، في مناطق غمرتها الفيضانات والأمطار المفاجئة، التي أثرت بشدة على جنوب موزمبيق، بينما توسعت مؤخرًا إلى وسط موزمبيق، مع تضرر ما يصل إلى 70 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، منذ بداية شهر فبراير الجاري، وفقا لبرنامج "الأغذية العالمي".
ونشر الموقع الرسمي للبرنامج تقريرا حول آخر مستجدات الأوضاع في موزمبيق بعد الفيضانات، مشيرا إلى أنه إلى جانب الأمطار الغزيرة والفيضانات، يواصل الإعصار المداري الشديد "فريدي" مساره غربًا، والذي من المرجح أن يؤدي إلى تفاقم الوضع بشكل كبير في وسط موزمبيق.
وفي الأسبوع الماضي، أتاح برنامج "الأغذية العالمي" الأصول اللوجستية الرئيسية، بما في ذلك طائرة هليكوبتر وSHERP -مركبة برمائية لجميع التضاريس- إلى المعهد الوطني للحد من مخاطر الكوارث (INGD) والشركاء في المجال الإنساني، لإجراء التقييمات ودعم الاستجابة في المناطق الأكثر تضررا في جنوب موزمبيق.
وبناء على طلب من الحكومة، خلال الأيام القادمة، يخطط برنامج "الأغذية العالمي" لمساعدة السكان المتضررين في مقاطعة مابوتو من خلال توفير مجموعات المواد الغذائية للعودة.
ومن المرجح أن يزداد حجم ونطاق دعم البرنامج للجهود التي تقودها الحكومة في غضون الأيام العشرة القادمة.
وتسببت الأمطار الغزيرة والفيضانات في غرق مناطق واسعة في جنوب ووسط موزمبيق، ومن المرجح أن يؤدي استمرار الإعصار في الأيام المقبلة إلى تأزم الوضع بشكل كبير في المناطق المتضررة بالفعل من الفيضانات.
في مقاطعة مابوتو في جنوب موزمبيق، بلغ معدل هطول الأمطار المسجل في الفترة ما بين 5- 13 فبراير 3 أضعاف المتوسط الشهري لشهر فبراير، مع تسجيل أعلى هطول للأمطار في مدينة مابوتو والمناطق المحيطة بها، وفي حين تم تسجيل هطول أمطار غزيرة في السابق في الغالب في جنوب موزمبيق، فقد امتدت إلى عدة مقاطعات في وسط موزمبيق.
بعد عدة أسابيع من الأمطار الغزيرة، تتوقع أنظمة التنبؤ العالمية هطول أمطار أقل في الأيام القادمة، مع اقتصار أمطار غزيرة على المناطق الساحلية في إنهامبان وسوفالا، وفي مناطق محلية في تيتي، ستتأثر توقعات هطول الأمطار للنصف الثاني من الأسبوع (24- 27 فبراير) في الغالب بالإعصار.
ومن المحتمل أن يؤدي استمرار هطول الأمطار الغزيرة والتصريفات إلى مزيد من الفيضانات، لا سيما على طول أجزاء من الأنهار التي هي بالفعل في حالة تأهب (تيتي وسوفالا ومانيكا وزامبيزيا) وفي حوض ليمبوبو.
ويواصل الإعصار المداري الشديد فريدي مساره باتجاه الغرب، مع احتمال كبير أن يضرب وسط موزمبيق (سوفالا وزامبيزيا) في الفترة من 23 إلى 24 فبراير (المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى).
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
دراسات وتحذيرات
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.